الأعدِقاء!!...(27)

الأعدِقاء!!...(27)

تعود أن ينام بجوار مواشيه في الحظيرة .. ينام مبكرا بعد صلاة العشاء مباشرة ويصحو أول النصف الثاني من الليل ... فيوالي ما حوله من البقر والجاموس والغنم والماعز .. يطمئن على أن كل ما حوله بفضل لله بخير .. ترصد مجموعة من شباب ما بعد ثورة يناير.. يجلسون في المقهى يتناولون المخدرات والأقراص .. يسعدون بأنهم يتمتعون فوق ما يتصور جيلهم .. كل يمني نفسه بعروس أو اثنين ما دام الجيب مملوءا .. عرفوا أن يصلوا لأهدافهم بأقصى سرعة ... عرفوا ما يقوم به قُطاع الطريق وأبناء الليل وسرقة الجرارات الزراعية والمواشي والسيارات .. انتقلوا من قرية إلى أخرى سعدوا بأنهم حصلوا على مالا يمكن من آلاف الجنيهات في خبطة أو خبطتين .. دفعهم الشبق والسعار إلى رجل سمعوا عنه في قرية مجاورة عنده خمس بنات جميلات في سن الزواج ولا مانع أن نتقدم إليه واحدا بعد الآخر .. بعد لقاء وآخر يرفض الرجل الفلاح دون ذكر أسباب .. ما فيش نصيب .. أجمعوا أمرهم على سرقة الحظيرة التي بها ما يزيد عن ثلاثين رأسا من الغنم وعشرين رأسا من الجاموس والأبقار .. دبروا أمرهم باصطحاب سيارة نقل كبيرة لحمل المواشي والذهاب بها إلى السوق الكبير في المحافظة التي تبتعد عنهم محافظتين حتى لا يكتشف أحد من تجار المواشي أمرهم أو يدل عليهم وقفوا ثلاثتهم أمام الباب الحديدي الضخم .. وجدوه مغلقا من الداخل .. لابد من إنفاذ المهمة .. يالبنات يالمواشي.. لازم نخرب بيته .. قال كبيرهم نفتح ثغرة في الحائط .. بدأت الطرقات الخفيفة .. بعد منتصف الليل ..سكتَ الرجل .. دخل عليه ابنه البكر أشار إليه اصمتْ لا تتحرك إلا عندما أقول لك .. فتِحت فوهة مدورة تسع جسدا واحدا ينفذ بالطول .. تقدم واحد منهم برجليه ووقف اثنان خارج الحظيرة بعدما وصلت الرِّجلان إلى الداخل أمسك الرُّجُل بواحدة وابنه بأخرى .. نطق اللص .. اتمسكت هنا عفاريت !! .. هما يشدان للخارج وصاحب الحظيرة للداخل .. انحشرت الجثة لا تستطع أن تدخل أو تخرج نظر كبيرهم في غضب انكشفنا .. ما العمل ؟ ..وضع السكين على رقبة ابن الليل فانفصلت الرأس وجرى به اللصان وظلت الجثة حتى طلع النهار وجاءت المباحث والنيابة .. أمِر بدفن الجثة بعد أسبوعين ظهرت الرأس في حقل مجاور تعرف عليه الأهالي توصلت المباحث إلى الجناة. . حُكم بالإعدام شنقا للقتل العمد والسرقة .. خرج أبو أحمد من حظيرته موقنا بأن لله عيونا لا تنام وأنه سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل .. والحارس الله والصلاة على النبي .. قامت أسرة المفصول الرأس بدفنها في حسرة .. نطق أحد الحاضرين : منهم لله .. آدي الأعدقاء.